إلهامات تافتي 4

arabic Feb 22, 2021

يا ترى ايه سبب انك مسحول في حياتك؟
ومين الـ ساحلك؟
تافتي بدأت تجاوب على السؤال ده من منظور مختلف وعميق في كتاب فاديم زيلاند "الكاهنة تافتي".
طول ما انت "مسحول" اعرف انك في الحقيقة "نايم" .
والنوم هنا حالتين مالهمش تالت:
الحالة الأولى هي ان يكون انتباهك مسحوب بالكامل تحت تأثير أحداث خارجية ... مثل شيء أو شخص أو موقف خارجي مسيطر عليك. بتكون غير واعي تماما والحدث الخارجي بيمتص كل طاقتك ويتحكم فيك مرارا وتكرارا كأنك ضحية لحاجة أكبر منك ومالكش ايد في حاجة وبتكون مجرد رد فعل بتنفذ سيناريو خارجي ومسلوب الإرادة ... تماما كأنك في كابوس.

الحالة التانية هي ان يكون انتباهك مسحوب بالكامل تحت تأثير فكرة أو مشاعر داخلية. زي الشخص الـ عنده اكتئاب أو توتر وخوف أو غضب شديد وعقله بيتحكم فيه وقاعد يعيد له سيناريوهات مرعبة ومزعجة بشكل متكرر ولا نهائي ... وكل مرة يبدأ عقله وجسمه يتفاعل مع تلك السيناريوهات ويعيشها من الأول حتى لو كانت تلك السيناريوهات لم تحدث في الحقيقة أو لن تحدث أبدا! لكن عقلك يصدقها كل مرة حتى تصبح ضحية مستنزفة ورد فعل مبرمج لأفكارك ومشاعرك.

لو عايز "تستيقظ" من نومك، أول حاجة محتاج تسأل نفسك: أنا انتباهي فين في اللحظة الحاضرة؟ مسحوب في أحداث خارجية ولا أفكار ومشاعر داخلية؟

تاني حاجة وركز هنا:
تدرب على توجيه انتباهك "لنقطة التوازن"؛ يعني يكون تركيزك في المنتصف بين العالم الداخلي والخارجي؛ لا انت مسحوب تماما في الأحداث الخارجية ولا في أفكارك الداخلية. وهنا يحضرني قول الحكيم سوسان في كتاب اللاشيء:
"لا تعش أسيرا لعالم الظاهر ولا لمشاعر الوحدة الداخلية"

التدرب على نقطة التوازن هو بداية اليقظة من الحلم.
كلما يحدث شيء يجذب انتباهك بشدة، خارجيا أو داخليا، ارجع دائما لنقطة التوازن. جرب أن تتمشى في الطرقات وتستمتع بذلك التدريب. شاهد كل ما يحدث حولك بوعي ويقظة ... وكن واعيا لما يحدث بداخلك دون أن تنغمس فيه. هذا التدريب وحده نقطة تحول في وعيي لذا أحببت مشاركته معكم. تدرب على العودة باستمرار لنقطة التوازن، وشاهد ماذا يحدث ...

#إلهامات_تافتي

Photo by
Mohammed Ghareeb

أشوفكم السبت 9 صباحا في حديقة الأزهر ومزيد من الدردشة والتأملات مع الكاهنة تافتي ...