حقي أم سلامي الداخلي؟

arabic Sep 08, 2019

حقي ولا سلامي الداخلي؟

من فترة حد بتعامل معاه في شغل مدانيش حقي في حاجة معينة، وفضل يماطل ويأجل لحد ما اختفى تماما، وحاولت أوصله بكذا طريقة لحد ما نجحت اني آخد حقي من حد تبعه بعد محاولات كتير، والقصة دي خدت حوالي أسبوعين أو أكتر. قبل ما الموضوع يتحل بكذا يوم كنت مضايق بصراحة وبفكر كتير والموضوع دايما موجود في الخلفية. كنت بركز في الـ بعمله وبمارس حياتي عادي بس منكرش ان الموضوع كان مأثر عليا وحاسس بعدم ارتياح وان حد ضحك عليا. وهنا قعدت مع نفسي أتأمل في الموضوع وأسأل نفسي أسئلة مختلفة: هو أنا ليه مضايق؟ هو أنا في ايدي دلوقتي حاجة أعملها؟ هو أنا ليه كل شوية بتخيل أنا ايه الخطوات الـ هعملها عشان أجيب حقي وأعيد السيناريو م أنا خلاص عارف الـ هعمله؟

وأهم سؤال سألته لنفسي وعمل نقلة في وعيي هو: "أنا بستفاد ايه من قلقي ناحية الموضوع .. هل القلق ده بيفيدني في حاجة؟"
أول ما سألت السؤال ده عقلي حاول يشوشر عليا وفي مشاعر غضب ظهرت "يا عم ازاي يعني ده حقك هتسيبه كده يضحك عليك!" وسألت نفسي تاني: "أيوة يعني أنا مستفيد ايه من قلقي دلوقتي؟ هل ده بيفيدني في حاجة؟ هل ده هيساعدني يجيب حقي؟ هل في حاجة في ايدي أعملها في اللحظة الحاضرة ومعملتهاش؟"

وفي اللحظة دي عقلي صمت ومعرفش يجاوب .. لأن بالفعل القلق مكانش هيفيدني بأي حاجة غير انه بيستنزف طاقتي ع الفاضي، وكل حاجة في ايدي عملتها ولسة مستني رد من حد معين اليوم الـ بعده. لحظة لما أدركت ان القلق في اللحظة دي مالهوش أي فائدة أو اضافة، حسيت بسلام غير عادي بصراحة، وكبرت دماغي من الموضوع كله، وقلت حتى لو مرجعش ايه يعني مش نهاية العالم م أنا كده كده بتعلم. وساعتها حسيت بسلام داخلي واني رجعت تاني لطبيعتي وأدركت حاجة مهمة جدا: إن السلام الداخلي نعمة كبيرة جدا وأهم من أي حق وأهم من أي حاجة، ومفيش حاجة تستاهل ان الإنسان يفضل يعكنن على نفسه ويهري في أفكار وسيناريوهات وهو مفيش في ايده حاجة يعملها. والغريب إن اليوم الـ بعده الموضوع مشي بسلاسة وتدفق والـ كان ليا رجعلي بسهولة جدا وكمان فرص جديدة ظهرت لي.

لما كتبت البوست السابق عن "حقي ولا سلامي الداخلي؟" في كذا حد قالوا تعليقات خطيرة جدا "مش هعرف أحس بسلام داخلي غير لما أجيب حقي". انت متخيل خطورة الـ انت بتقوله؟ انت مدرك انت بتقول ايه؟؟ طب على فكرة ممكن حقك ده ميرجعش مدى الحياة لأي سبب .. عادي كلنا أكيد اضحك علينا واتنصب علينا في حاجات صغيرة أو كبيرة .. هتفضل بقية عمرك عايش في عذاب وحرقة دم وغضب؟؟! عشان مين وعشان ايه؟ بيفيدك بايه كل ده؟ كل واحد حر يختار أفكاره ومعتقداته ومشاعره، بس افتكر انك لو كررت جملة زي دي وحطيت المعتقد ده جواك وربطت سلامك وسعادتك بإن حقك يرجعلك أيا كان هو ايه، صدقني ممكن تفضل عايش في عذاب بقية عمرك عشان حاجات ملهاش أي قيمة قصاد تصالحك مع نفسك وانك تعيش في سلام!

هل معنى كده اني بقولك تبقى هفق وتسيب الناس تضحك عليك؟ أكيد لا، أنا بقولك اعمل الـ عليك زي م أنا عملت الـ عليا واسعى بكل الوسائل ان لو ليك حق تاخده، بس فكر نفسك باستمرار ان القلق الزيادة والسيناريوهات العقلية مش هتفيدك بأي حاجة وهتفضل تحرق في طاقتك. بكل بساطة في ايدك حاجة دلوقتي اعملها، مش في ايدك خلاص عيش حياتك عادي واستمتع بيها لحد ما حاجة تظهر أو متظهرش مش مشكلة، صدقني مفيش حاجة في الدنيا أصعب من انك تلوم نفسك وتحس بغضب على حاجة هي أساسا مش في ايدك! ركز على الـ في ايدك واعمله وركز على الدروس والرسائل الـ بتتعلمها من كل موقف، وازاي ده هيساعدك في تطوير ذاتك وانك تعيش حياة أفضل.

الدرس التاني الـ اتعلمته من الموقف ده هو تعلقنا الزائد أحيانا بفكرة "حقي" واننا بنعتبره جزء من الهوية بتاعتنا بشكل مبالغ فيه ومينفعش حد يقرب منه، وده الـ بيسبب خوف وتوتر كبير ان حد يضحك علينا وبيسبب غضب مهول لو حد فعلا نصب عليك في حاجة. على فكرة في قانون كوني ظريف جدا اسمه "قانون الكارما" أو "كما تدين تدان". يعني بكل بساطة كل حاجة في الكون عبارة عن طاقة، والطاقة الـ انت بترسلها هترجعلك من نفس نوعها. عملت خير هيجيلك عملت شر هيجيلك، ازاي وامتى مش مهم لأن ده أمور متغيرة جدا والطاقة دايما بتغير شكلها كل لحظة، لكن صدقني عيش وانت حاطط في بطنك بطيخة صيفي ان كل حاجة خير بتعملها هي محفوظة وهترجعلك بشكل أو بآخر. وعلى فكرة أنا مدرك ان الموضوع في مسائل كبيرة بيكون تطبيقه مش سهل وتحدي كبير انك تحافظ على سلامك الداخلي في وسط كل ده، لكن أنا مدرك برده إن أي مهارة تقدر تتعلمها بالتدريب حتى لو مكانتش سهلة في الأول، وتقدر تختار انك تعيش في في غضب وتوتر أو تعيش في سلام وبهجة ...

الصورة في لحظة سلام داخلي من كهف الملح بمساكن شيراتون 😌
Phi Salt Cave