خليك مبتدئ

خليك مبتدئ

مهما كنت محترف في أي مهنة أو هواية أو رياضة بتمارسها بقالك سنين وأتقنتها واحترفتها، اوعي في يوم تاخدك الجلالة وتفتكر نفسك "وصلت" وتبدأ تتعالى بشكل مباشر أو غير مباشر على الحياة وع الناس المبتدئين. ودي غلطة بيقع فيها ناس كتير وبيرجعوا يزعلوا بسببها لأن الحياة بتربيهم.

في قيادة الصحراء مثلا، لحظة لما شخص بيفتكر نفسه أقوى من الطبيعة ... بيزعل جامد أوي ... وممكن يفقد حياته بسبب غلطة بديهية على الرغم من إنه سائق محترف بقاله سنين.

مهما كنت محترف وعندك خبرة في أي مجال، اعتبر نفسك مبتدئ. مارس هوايتك أو وظيفتك كأنك أول مرة بتمارسها وبتتعرف عليها. وده هيخليك تتجنب الاستهتار ونتائجه الجسيمة. لما تسمع حد بيتكلم في مجال انت مخضرم فيه أو بيديك نصيحة بديهية بالنسبة لك، خليك مبتدئ واسمعها كأنك أول مرة بتسمعها وانتبه لكلامه كويس، أكيد هيضيفلك حاجة جديدة أو هيثبّت وعيك بمعلومات انت عارفها.

ولما ييجي حد مبتدئ يسألك في مجال تخصصك، بلاش تسخر وتقلل منه أو تجاوبه بطريقة غامضة أو تبين له قد ايه الموضوع صعب وكبير انت جامد جدي وهو لسة يا عيني غلبان مش عارف حاجة. الأسلوب ده سيئ جدا وبيخلي المبتدئين في أي مجال يخافوا يسألوا وبالتالي هيطفشوا أو هيبينوا انهم عارفين فيرتكبوا أخطاء جسيمة!

لو مش عارف قول "مش عارف" واسأل واعرف وابحث وافهم الحاجة على أصولها وفكك من أي حد يقلل منك. ولو عارف وعندك خبرة بردو خليك مصحصح ومركز كأنك مبتدئ. ولو عندك خبرة التنين بس في معلومة عدت عليك مش عارفها، خليك مبتدئ الله يكرمك واسأل تاني وقول مش عارف ومتتنططش علينا لأنها ببساطة مش مستاهلة، ومهما بلغ علمك ووعيك وخبرتك فهو ولا حاجة بالنسبة للعلم الموجود في الكون، فخليك "ولاحاجة". وكل ما تزيد خبرتك وعلمك ووعيك، كل ما هتحتاج تفتكر ان انت ولاحاجة.

"اللامعرفة هي المعرفة الحقيقية
ادعاء المعرفة داء
في البداية لاحظ مرضك
ومن ثم يمكنك التعافي"

تاو تي تشينج
كتاب طريق الاستنارة
#الولاحاجة_كل_حاجة