كيف تسأل؟
May 02, 2020كيف تسأل؟
جزء كبير من شغلي هو الإجابة على أسئلة الناس أو مساعدتهم انهم يلاقوا الإجابة المناسبة ليهم.
والسؤال في حد ذاته حاجة جميلة، وأي رحلة وعي بتبدأ بتساؤل، والشخص الـ مش بيسأل مش بيوصل لحاجة جديدة.
ومن خلال رحلة الأسئلة لاحظت أنماط متكررة في أسئلة الناس ممكن تكون بتبعدهم عن الحقيقة بدل ما تقربهم منها، وتتوههم بدل ما ترشدهم:
-سؤال عام شاسع مع توقع إجابة مختصرة: ازاي أوصل للتوازن؟ ازاي أعيش سعيد؟ ازاي أحقق كل حاجة أنا عايزها؟ الشخص بيسأل سؤال عام وكبير يتجاوب في كورسات وجلسات تدريب شخصي، مع توقع إني أقوله إجابة مختصرة في برشامة وبكده يكون خلاص وصل للإجابة النهائية من غير تعب. وهنا السائل محتاج يعمل حاجة من الاتنين: يا اما يحدد اجابته أكتر: ايه هي الأنشطة في يومي ال تخليني أشعر بالسعادة لو عملتها؟ ايه أول خطوة أعملها تخليني أشعر بالسعادة؟ ايه هو السبب الرئيسي الـ مخليني حاسس بحزن دايما؟
يا اما يسيب السؤال مفتوح لكن ميتوقعش إنه هيتجاوب في برشامة ويسمح للإجابة تظهر وتاخد وقتها من خلال التجربة أو من خلال كورسات أو تدريبات يومية فتظهر له الإجابة ويدركها بعمق مع الوقت.
-بيسأل بس مبيسمعش: وده شخص بيفضل يسأل أسئلة كتير ورا بعضها، بتكون دماغه مشتتة وعنده توتر كبير وأفكار كتير في نفس الوقت لدرجة انه للأسف مش بيسمع الإجابة، مهما جاوبته وشاورتله ع الـ هو محتاجه، هو مش سامعنى ومش شايفني، وبيرد السؤال بتكرار نفس سؤاله، وأثناء ما بجاوبه هو بيكون بالفعل بيجهز سؤال تاني. وده بعمل معاه خطوات تدريجية:
-أجاوبه إجابة بسيطة ومحدده
-أجاوبه بنفس الإجابة مع تغيير المصطلحات فيعتقد انها إجابة مختلفة وعقله ينتبه
-أجاوبه بسؤال يساعده يدرك ان هو بيسأل ع الفاضي ومش عايز يسمع
-أواجهه بصراحة بالنمط اللاواعي ال هو مستمر فيه (لو وعيه يسمح)
-وأخيرا لو استمر بضطر أنسحب وأسيبه يستمر في الأسئلة، لعله لما يلاقي صمت مني يساعده يدرك الصمت جواه وممكن يكون أول طريق الوصول لإجابة
-سؤال في محله: وده شخص وعيه مرتفع نسبيا وممكن يكون بيتابعني أو بيحضر معايا بقاله فترة، وده بيلقطها وهي طايرة، ويستقبل الإجابة من أول نظرة، وحتى لو مستوعبش عمق الإجابة بيتوقف عن السؤال ويسيب نفسه يعيش الإجابة ويستقبلها ... وممكن ألاقيه رجعلي بعد فترة طويلة وأصبح في مرحلة وعي مختلفة بعد ما تتبع الإجابة البسيطة ومشي وراها وتأمل عليها وبنى عليها تجربته الشخصية ونقلته في حتة تانية.
طريقي الـ بحبه هو البساطة والعمق. تبسيط السؤال والرجوع للفطرة والواقع القريب من الأرض، وتجاوز وهم المصطلحات المعقدة اللولبية الـ كتير من الباحثين بيتوهوا ويتخانقوا ويعلقوا فيها سنين ويبعدوا عن الحقيقة البسيطة. وكتير من إجاباتي بتكون مساعدة السائل على انه يسأل السؤال "الصح" الـ هو محتاجه، وبعض الإجابات بتكون "إجابتك في سؤالك".
ودلوقتي بقى ..
ايه هو سؤالك؟؟